معالي سعيد محمد الطاير يؤكد على أهمية العمل المشترك من أجل التحول الأخضر خلال الاجتماع الثاني للأطراف المحورية للتحالف العالمي للاقتصاد الأخضر في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين

في كلمته الافتتاحية خلال الاجتماع الثاني للأطراف المحورية للتحالف العالمي للاقتصاد الأخضر (GAGE) المنعقد في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين (COP29) في باكو، دعا معالي سعيد محمد الطاير، رئيس المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، إلى تضافر الجهود وأكد على الدور المحوري للتحالف في تعزيز مسيرة التحول الأخضر العالمي. وأكد الاجتماع، الذي يمثل تجمعاً مهماً للدول الأعضاء في التحالف، على التزام التحالف بدفع عجلة التنمية المستدامة من خلال تنسيق الجهود الاقتصادية الخضراء.

وحضر الاجتماع سعادة محمد سعيد سلطان النعيمي، وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة، وعدد كبير من ممثلي للأطراف المحورية للتحالف العالمي للاقتصاد الأخضر.

وقال معالي سعيد محمد الطاير: " يسرني أن أكون معكم في الاجتماع الثاني للأطراف المحورية للتحالف العالمي للاقتصاد الأخضر الذي يعقد في مرحلة بالغة الأهمية في مسيرتنا لمواجهة التغير المناخي التي تزداد فيها الحاجة إلى توحيد الجهود وتنسيق العمل أكثر من أي وقت مضى. ويمثل هذا اللقاء منصة مهمة لتبادل المعارف والخبرات، وتعزيز العمل الجماعي، واتخاذ خطوات ملموسة نحو مستقبل أخضر ومستدام."

وأضاف معاليه مستعرضاً تقدم ونمو التحالف: " منذ إطلاقه خلال القمة العالمية للاقتصاد الأخضر عام 2022 في دبي، أصبح التحالف العالمي للاقتصاد الأخضر منصة محورية تجمع في عضويتها حالياً 89 دولةً، وتسعى نحو تعزيز التحول للاقتصاد الأخضر. ويسعدني أن أرحب بانضمام كلٍ من سلطنة عُمان ودولة سانت فنسنت و غرانادين وجمهورية مولدوفا إلى التحالف الذي يتوسع عاماً بعد عام ويواصل بتوجيهٍ من حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، تقديم الدعم الفني، وتيسير تبادل المعارف والخبرات، وربط مطوري المشاريع بمصادر التمويل بهدف دفع عجلة التحول الأخضر انسجاماً مع اتفاق باريس وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030."

وأكد معاليه مستندًا على الجهود التأسيسية واتفاق الإمارات: "لقد أرسى الاجتماع الأول للأطراف المحورية الذي عقد في يوليو 2024 قاعدةً صلبةً للتعاون، ونجتمع اليوم لمواصلة التقدم المُحرَز في ضوء اتفاق الإمارات التاريخي الذي انبثق عن مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (COP28) في دبي/الإمارات العربية المتحدة، ويواصل البناء عليه مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين (COP29) في مدينة باكو/أذربيجان. لقد نجح المفاوضون في (COP28) في تحقيق توافق غير مسبوق حول الركائز الرئيسية لاتفاقية باريس، وتوحيد الجهود العالمية للوفاء بالالتزامات السابقة ورفع سقف الطموحات في مجالات التكيف والتخفيف والتنفيذ. وتمحورت خطة عمل المؤتمر حول أربع ركائز رئيسية: تسريع تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، وحماية البشر والطبيعة وتحسين الحياة وسُبل العيش، وشمول الجميع."

وحول أهمية تسريع العمل المناخي، قال معالي الطاير: "ويأتي هذا الاجتماع الثاني ليؤكد ضرورة تسريع وتيرة العمل المناخي، ودعم تطوير وتنفيذ المشاريع الخضراء على المستوى العالمي، بما يسهم في تعزيز مسيرة تحقيق النمو الأخضر المنشود."

وحول إطلاق مجموعة جديدة من المشاريع الخضراء المؤهلة للتمويل، قال معاليه: "أبرز ما يميز اجتماعنا اليوم يتمثل بالإعلان عن مجموعة من المشاريع الخضراء المرشحة للتمويل، والتي تقدمت بها دول أعضاء في التحالف. وقد اجتازت هذه المشاريع مرحلة التقييم الدقيق وباتت جاهزةً للتنفيذ، ما يؤكد الجدوى العملية للحلول الاقتصادية الخضراء. ويشكل هذا الإنجاز نقطة محورية في جهودنا المشتركة لتسهيل توفير الموارد المالية والتقنية اللازمة للتحول الأخضر. وستسهم هذه المشاريع في دفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام، واستحداث فرص عمل جديدة، وتعزيز أمن الطاقة والمرونة المناخية، لتعكس بذلك التزامنا الراسخ بدفع أجندة الاقتصاد الأخضر العالمي."

وحول توسيع نطاق الدعوة لتقديم المزيد من المشاريع الخضراء، أوضح معاليه: "ولا تتوقف جهودنا ومساعينا عند هذا الحد، ففي إطار التعاون المشترك، يدعو التحالف العالمي للاقتصاد الأخضر الدول الأعضاء لتقديم المزيد من المشاريع الخضراء المُؤَهَلة للتمويل، سعياً نحو تنفيذ مجموعة أكبر من المبادرات المؤثرة خلال العام المقبل. وندعو كل دولة من الدول الأعضاء لتقديم مقترحاتها لمشاريع أخرى سيتم تقييمها لتحديد قدرتها على دفع مسيرة التحول نحو الاقتصاد الأخضر، حيث يجب العمل على تحقيق انسجام المشاريع المقترحة مع المحاور الاستراتيجية الأربعة للتحالف: العمل المناخي القطاعي للوصول إلى المساهمات المحددة وطنياً وتنفيذ استراتيجيات التنمية طويلة الأجل منخفضة الكربون؛ وبناء القدرات وفقًا للمادة 6 لتفعيل المشاركة في أسواق الكربون؛ وممكّنات التمويل المناخي لحشد الموارد من أجل مبادرات مستدامة؛ والتحول العادل للطاقة لضمان انتقال شامل ومتوازن نحو الطاقة المتجددة."

وحول تعظيم الفرص من خلال المجالات الاستراتيجية، أكد معالي الطاير: "وتفتح هذه المجالات الاستراتيجية آفاقًا واسعةً لإحداث تغيير حقيقي وملموس، حيث يسعى التحالف - عبر منظومة متكاملة من بناء القدرات، ودعم السياسات، والمواءمة المالية - إلى تمكين الدول من تنفيذ مشاريع رائدة تسهم في خفض الانبعاثات وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام."

وحول تجديد الالتزام بالتحول الأخضر، قال معالي الطاير: "يعكس اجتماعنا اليوم التزامنا جميعًا بتسريع وتيرة التحول الأخضر، فمن خلال تعزيز مسيرة الحوار البنّاء والتعاون المستمر، سيبقى التحالف العالمي للاقتصاد الأخضر في طليعة الجهود الرامية إلى تعزيز التنمية المستدامة ومواجهة تحديات التغير المناخي. وفي مسيرتنا نحو المستقبل المنشود، علينا تخطي الحدود التقليدية وابتكار حلول ريادية، وحشد الموارد المالية اللازمة لترجمة طموحات التحول الأخضر إلى واقعٍ ملموس. ويمثل هذا الاجتماع منصة مهمة لتطوير الاستراتيجيات، وتبادل أفضل الممارسات، وتضافر الجهود لتذليل العقبات التي تعترض مسيرة الاقتصاد الأخضر."

واختتم معاليه قائلاً: "في الختام، أتقدم بالشكر والتقدير إلى جميع ممثلي الأطراف المحورية وممثلي الوزارات والمؤسسات لتفانيكم والتزامكم، فنجاح التحالف العالمي للاقتصاد الأخضر يرتكز في الأساس على المشاركة الفاعلة لجميع الدول الأعضاء. وعلى الرغم من الإنجازات المهمة التي حققناها، لا تزال أمامنا مسيرة طموحة نحو آفاقٍ أكثر رحابةً. وبفضل تضافر وتوحيد جهودنا، يمكننا تسريع وتيرة التحول الأخضر، وفتح مسارات جديدة للتنمية المستدامة، والإسهام في بناء منظومة اقتصادية عالمية أكثر عدلاً ومرونة. وأدعوكم لانتهاز هذه الفرصة لدفع عجلة الاقتصاد الأخضر وتمكين الدول الأعضاء من تحقيق تطلعاتها المناخية نحو مستقبل مستدام."