17 نوفمبر 2024
استخدم الأزرار لتغيير نمط الرؤية
قم بالاستماع إلى محتوى الصفحة بالضغط على مشغل الصوت
اكتشف المزيد عن خيارات التصفح وإمكانية الوصول
أعلنت المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر اليوم عن دعمها لـ 11 مدينة إفريقية ضمن مبادرة المدن المحايدة كربونياً بالشراكة مع منظمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية المتحدة. جاء ذلك خلال الكلمة الرئيسية التي ألقاها معالي سعيد محمد الطاير، رئيس المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، في جناح المنظمة بالمنطقة الزرقاء في استاد باكو، بحضور جان بيير مباسي، الأمين العام لمنظمة المدن المتحدة والحكومات المحلية في أفريقيا.
وفي كلمته التي ألقاها في هذه المناسبة، أكد معالي الطاير على أهمية التصدي العاجل لتغير المناخ قائلاً: "اليوم، نحن لا نُطلق مبادرة فحسب، وإنما نعلن بدء مسيرة من شأنها أن تعيد صياغة سُبُل مواجهة المدن لأزمة المناخ بنجاح في مختلف أنحاء القارة الأفريقية. ويسعدني أن أعلن دعم المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر لـ 11 مدينة إفريقية ضمن مبادرة المدن المحايدة كربونياً التي انطلقت خلال القمة العالمية للاقتصاد الأخضر في عام 2023، بالشراكة مع منظمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية المتحدة. معًا، نعمل على تحفيز التغيير وتمكين المدن الأفريقية لتصبح نماذج يُحتذى بها للعمل المناخي، تقود الطريق نحو تحقيق الحياد الكربوني."
وأضاف معالي الطاير: "في عالمٍ يشهد تسارعًا في وتيرة النمو الحضري، فإن المدن تسهم بأكثر من 70% من الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم، ولكنها في الوقت ذاته تتمتع بمكانة فريدة تؤهلها لريادة مسيرة التغيير. وتمتلك المدن الإفريقية، لا سيما في المناطق الناشئة، إمكاناتٍ هائلةً لقيادة أجندة الاقتصاد الأخضر على الصعيد العالمي والمساهمة في تحقيق أهدافنا المشتركة للاستدامة. لم يعد تغير المناخ تهديدًا مستقبليًا فحسب - بل واقعاً راهناً يؤثر على الملايين، لا سيما في المجتمعات الأكثر عُرضة للخطر في أرجاء قارة إفريقيا، فتزايد وتيرة الظواهر الجوية بالغة الحِدة، وارتفاع درجات الحرارة، والتحديات المصاحبة للتغير المناخي تتطلب منا اتخاذ إجراءاتٍ عاجلةً ومحددةً. وتأتي مبادرة المدن المحايدة كربونياً استجابةً من المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر لهذه الحاجة الملحة. وعبر شراكتنا مع منظمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية المتحدة، نلتزم بدعم المدن الإفريقية في خفض بصمتها الكربونية، وتطوير بنيتها التحتية المستدامة، وتعزيز الابتكارات التي تعود بالنفع على الإنسان والبيئة معًا."
وصرح معالي الطاير: "تهدف الشراكة بين المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر ومنظمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية المتحدة إلى التصدي للتحديات المحددة التي تواجه المدن الإحدى عشرة في مسيرتها نحو الحياد الكربوني. ومن خلال هذه المبادرة، ستقدم المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر مساندة متكاملةً مصممةً خصيصًا لتلبية الاحتياجات الفريدة لكل مدينة على حدة. ويركز نهجنا على بناء قدرات قادة المدن وتعزيز خبراتهم بالاعتماد على أحدث الأدوات وأفضل الممارسات في مجال التخطيط الحضري المستدام والمرونة المناخية، وهي أمور ضرورية لتحقيق هذا الهدف. كما سنوفر التوجيه الفني في مجالات النمو المستدام، والبنية التحتية منخفضة الكربون، وكفاءة الطاقة، والتنقل الأخضر. وعلاوةً على ذلك، سنساعد المدن على تعزيز مرونتها من خلال دعم الحلول المعتمدة على الطبيعة، والإدارة المستدامة للمياه، واستراتيجيات الحد من مخاطر الكوارث."
كما ستدعم مبادرة المدن المحايدة كربونياً المدن المشاركة من خلال نهجٍ يتضمن ستة مسارات تشمل: القياس الكمي للانبعاثات عبر إعداد ملفات تعريفية مفصّلة؛ والرصد الدوري للتقدم المُحرز؛ وتوثيق البيانات الرئيسية لإنشاء قواعد بيانات شاملة؛ وتحديد أهداف خفض الانبعاثات بما يتماشى مع الأطر الدولية؛ ودعم عملية اتخاذ القرارات القائمة على البيانات من خلال توفير السياسات المراعية للمناخ؛ وأخيراً، تسهيل الاستثمارات للمشاريع المناخية والمبادرات المستدامة.
وأضاف معالي الطاير: "يسرني أن أعلن عن أولى المدن الإفريقية التي ستستفيد من دعم المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر في إطار مبادرة المدن المحايدة كربونياً، وذلك من خلال منصة علمية متخصصة لبناء استراتيجيات راسخة للحياد الكربوني تستند إلى البيانات."
وتضم المدن المشاركة في هذه المبادرة التحويلية كلاً من: شفشاون، ونواكشوط، وكوتونو، ونديوب، وبرازافيل، وبانغانغتي، وبانغي، وبلانتاير، وكويليمان، وهوما باي، وجينجا. وستحصل كل مدينة على دعم متخصص يهدف إلى بناء استراتيجيات راسخة للحياد الكربوني تستند إلى البيانات.
وتوجه معالي الطاير بجزيل الشكر والامتنان لمنظمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية المتحدة، مؤكداً على الدور المحوري للحكومات المحلية في العمل المناخي وأهمية تعزيز قدراتها القيادية. كما أعلن عن خطط التعاون المستقبلية قائلاً: "وحرصًا منا على توطيد شراكتنا، فإننا نتطلع بالتعاون مع منظمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية المتحدة إلى تنظيم القمة الإقليمية للاقتصاد الأخضر حول المدن المحايدة كربونياً العام المقبل لتمكين المدن الأفريقية بصورة أكبر، وتوثيق التعاون خلال الدورة العاشرة من قمة المدن الإفريقية المقرر عقدها في القاهرة في ديسمبر 2025."
وأضاف معالي الطاير: "يمثل جَمعَنا اليوم احتفاءً بالوحدة وإعلاءً للتعاون. وتُجسد هذه المبادرة دعوةً للعمل من أجل صياغة مسارات الحياد الكربوني انسجاماً مع اتفاق باريس للمناخ، وتشجيع الاستثمارات لتحقيق النمو المستدام، وترسيخ الحياد الكربوني في صميم مسار التنمية في إفريقيا. ومن خلال الشراكات الاستراتيجية وتبادل المعارف، يوجه هذا البرنامج الخبرات والموارد نحو بناء بيئات حضرية مستدامة ومنخفضة الكربون في مختلف أرجاء القارة. ومع إطلاق هذا البرنامج التحويلي، ندعو الشركاء العالميين والمستثمرين والمعنيين للانضمام إلينا ودعم إنشاء مدن محايدة كربونياً في ربوع قارة إفريقيا، فمدن القارة تزخر بإمكانات هائلة تؤهلها لتصبح نماذج رائدةً للتنمية الخضراء. وتمثل هذه المبادرة خطوة محورية نحو مستقبل مستدام ومرن مناخيًا، سيكون مصدر إلهام وريادة على الصعيد العالمي."
واختتم معالي الطاير قائلاً: "في الختام، أتوجه بخالص الشكر والتقدير لجميع الشركاء والمعنيين وممثلي المدن على تفانيهم وقيادتهم. دعونا نعمل معاً لتحويل المدن الأفريقية إلى مراكز نابضة بالحياة تدعم الاستدامة والمرونة والابتكار لأجل مستقبل أكثر إشراقاً لنا ولأجيالنا القادمة. فلنمضِ قُدُمًا، متحدين في رسالتنا مخلصين في مساعينا لصنع مستقبل محايد كربونياً لمدن إفريقيا، ولنكن قدوة مشرقة للعالم أجمع."
وتدعو المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر الشركاء العالميين والمستثمرين والمعنيين للانضمام إلى مهمة إنشاء مدن محايدة كربونياً في أنحاء قارة إفريقيا، مؤكدة على إمكانات القارة في ريادة التنمية المستدامة وإلهام العمل على مستوى العالم.