22 مارس 2022
استخدم الأزرار لتغيير نمط الرؤية
قم بالاستماع إلى محتوى الصفحة بالضغط على مشغل الصوت
اكتشف المزيد عن خيارات التصفح وإمكانية الوصول
أكد معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، أن البنية التحتية المتطورة التي تمتلكها الهيئة، إضافة إلى اعتمادها الابتكار والتخطيط العلمي السليم، مكنتها من مواكبة الزيادة على الطلب في المياه وفق أعلى معايير التوافرية والاعتمادية والكفاءة، مشيراً إلى أن الأمن المائي يشكل تحدياً عالمياً نظراً للنمو السكاني والاقتصادي المتزايد حيث تؤثر ندرة المياه على أكثر من 40% من سكان العالم.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها معالي الطاير في منتدى أعمال المياه 2022، بحضور معالي المهندس سهيل المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، وسعادة المهندس حمد بوعميم، مدير عام غرف دبي، رئيس الاتحاد العالمي لغرف التجارة، ولفيف من المختصين والخبراء في قطاع المياه. ونظم المنتدى، تحت شعار "كيف سنحافظ على أثمن مواردنا اليوم، للغد؟"، كلٌ من إكسبو 2020 دبي وغرفة دبي، بالتعاون مع وزارة الطاقة والبنية التحتية ووزارة البيئة والتغير المناخي، في مركز دبي للمعارض - إكسبو 2020 دبي.
وقال معالي الطاير: " في دولة الإمارات العربية المتحدة، يعد الأمن المائي أولوية وطنية وأحد القطاعات السبعة للاستراتيجية الوطنية للابتكار. وانسجاماً مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 لضمان توافر المياه للجميع، أطلقت دولة الإمارات استراتيجية الأمن المائي 2036 التي تهدف إلى ضمان استدامة واستمرارية الوصول إلى المياه خلال الظروف الطبيعية وظروف الطوارئ، وتعالج تحديات الأمن المائي المستقبلية على المدى الطويل. من بين التحديات المتعلقة بالمياه في دولة الإمارات: محدودية موارد المياه الطبيعية العذبة، واستنزاف المياه الجوفية، وارتفاع الطلب على المياه. وتولي القيادة الرشيدة أهمية كبرى للحفاظ على المياه وترشيد استهلاكها وضمان أمنها. ولدى دبي رؤية شاملة بالنسبة لاستدامة موارد المياه في إطار الاستراتيجية المتكاملة لإدارة الموارد المائية في دبي 2030 والتي تركز على تعزيز الموارد المائية وترشيد الاستهلاك واستخدام أحدث التقنيات والحلول المبتكرة، وتتضمن تقليل استهلاك المياه انسجاماً مع أهداف استراتيجية دبي لإدارة الطلب على الطاقة والمياه للحد من الاستهلاك بنسبة 30% بحلول عام 2030."
وأوضح معالي الطاير أن هيئة كهرباء ومياه دبي تعتمد ثلاثة محاور لاستدامة إنتاج المياه تقوم على الاستفادة من الطاقة الشمسية النظيفة لتحلية مياه البحر باستخدام تقنية التناضح العكسي التي تتميز باستهلاك أقل من الطاقة، ثم تخزين الفائض من الإنتاج في أحواض المياه الجوفية واسترجاعها وإعادة ضخها إلى شبكة المياه عند الحاجة. ويمتاز هذا النموذج الشمولي المبتكر بالحفاظ على البيئة ويمثل حلاً اقتصادياً مستداماً ويؤكد قدرة دبي على استشراف المستقبل وصناعته. وسيتيح هذا المشروع عند اكتماله بحلول عام 2025 تخزين 6,000 مليون جالون واسترجاعها عند الحاجة، ما يجعله الأكبر من نوعه في العالم لتخزين مياه الشرب وتوفيرها في حالات الطوارئ. حيث ستوفر هذه التقنية مخزوناً استراتيجياً يمد الإمارة بأكثر من 50 مليون جالون من المياه يومياً لمدة 90 يوماً في حالات الطوارئ مع ضمان سلامة المياه المخزنة من التأثيرات الخارجية.
وقد أثبتت دراسات الهيئة لزيادة الكفاءة وتقليل تكاليف الجدوى الفنية والاقتصادية لإنتاج المياه باستبدال الحلول التي ترتكز على درجات الحرارة المرتفعة لتحلية مياه البحر باستخدام تقنية التناضح العكسي والاعتماد على الطاقة الشمسية حيث يتم إنتاج المياه من خلال هذه الطاقة النظيفة والرخيصة. ومن المتوقع أن تصل القدرة الانتاجية لاستخدام تقنية التناضح العكسي إلى 305 مليون جالون من المياه المحلاة يومياً بحلول العام 2030، مع الأخذ بالاعتبار أن القدرة الإنتاجية للمياه المحلاة سترتفع عام 2030 لتصل إلى 730 مليون جالون يومياً. ووفق الاستراتيجية الموضوعة فإن 100% من إنتاج دبي من المياه المحلاة سيأتي من مزيج من الطاقة النظيفة الذي يجمع بين مصادر الطاقة المتجددة والاعتماد على استخدام الحرارة المهدورة، الأمر الذي سيجعل دبي تتجاوز الهدف المحدد عالمياً فيما يتعلق باستخدام الطاقة النظيفة في تحلية المياه. كما أن زيادة الكفاءة التشغيلية لفصل عملية تحلية المياه عن إنتاج الكهرباء ستوفر ما يقارب 13 مليار درهم حتى 2030 مع تخفيض 44 مليون طن من انبعاثات الكربون.
وأضاف معالي الطاير: " بفضل البنية التحتية المتطورة التي تمتلكها والاستناد إلى الابتكار والتخطيط العلمي السليم، تواكب الهيئة الزيادة على الطلب في المياه وفق أعلى معايير التوافرية والاعتمادية والكفاءة. وفي عام 1992، كانت القدرة الإنتاجية لهيئة كهرباء ومياه دبي من المياه المحلاة 65 مليون جالون يومياً، أما اليوم فتبلغ 490 مليون جالون من المياه المحلاة يومياً. وقد أسهمت جهود الهيئة في البحوث والتطوير واعتماد أحدث التقنيات العالمية، في تقليل نسبة الفاقد في شبكات نقل وتوزيع المياه من أكثر من 42% في عام 1988 إلى 5.3% العام الماضي، وهي من أدنى النسب المسجلة على مستوى العالم. وتواصل هيئة كهرباء ومياه دبي تنفيذ مشاريع الربط المائي مع الجهات المعنية، وتتعاون الهيئة مع شركة أبوظبي للنقل والتحكم (ترانسكو) و"الاتحاد للماء والكهرباء" لتنفيذ مشاريع ربط مائي لتعزيز إمدادات المياه في حالات الطوارئ أو لأغراض أخرى. وستسمح مشاريع الربط المائي مع "ترانسكو" بتبادل كميات كبيرة من المياه في الاتجاهين."
واختتم معالي الطاير بالقول: " بتوجيهات القيادة الرشيدة، سنواصل العمل على تطوير تجارب فريدة تجعل دبي نموذجاً عالمياً للطاقة النظيفة والمياه والاقتصاد الأخضر، وابتكار حلول استباقية لتحديات الخمسين عاماً المقبلة تحقيقاً لرؤية القيادة الرشيدة بأن تكون دولة الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول مئويتها في العام 2071."