4 مارس 2024
دبي تسير بخطى ثابتة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050
بقلم: معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي
استخدم الأزرار لتغيير نمط الرؤية
قم بالاستماع إلى محتوى الصفحة بالضغط على مشغل الصوت
اكتشف المزيد عن خيارات التصفح وإمكانية الوصول
بقلم: معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي
تعد دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول الرائدة على مستوى العالم في التحول نحو الطاقة النظيفة والمتجددة، وجاءت في المركز الثاني عالمياً في تحوّل الطاقة ضمن مؤشر المستقبل الأخضر العالمي (GFI) 2023، وفي المركز السادس في معدل استهلاك الطاقة الشمسية للفرد، ما يؤكد التزام الدولة بمعايير الاستدامة في ظل الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في مجال الاستدامة والعمل المناخي العالمي. وقد أكدت دولة الإمارات منذ نحو 10 سنوات أنها ستحتفل بتصدير آخر برميل نفط لأن اقتصادنا متنوع ومزدهر ومستدام، وقيادتنا تخطط لعقود قادمة سيراً على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في التنمية الشاملة والمستدامة ومحورها الإنسان، والاستثمار في الموارد الطبيعية والحفاظ عليها.
وضعت دولة الإمارات معايير جديدة للتعاون الدولي من خلال استضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) في مدينة إكسبو دبي. وأثمر (COP28) عن "اتفاق الإمارات" التاريخي الذي يشكل نقطة تحول استثنائية في مسيرة العمل المناخي الدولي كما يعزز من الجهود الدؤوبة للدول وحشد التعاون الدولي من أجل تسريع إنجاز انتقال منظم وعادل ومسؤول ومنطقي في قطاع الطاقة والتحول إلى نظام طاقة خالٍ من الوقود التقليدي، بما يسهم في الوصول إلى الحياد المناخي.
وخلال مشاركة هيئة كهرباء ومياه دبي كشريك رئيسي للمسار في (COP28)، أسهمنا في تعريف العالم بالمشاريع الكبرى للطاقة المتجددة والنظيفة التي تنفذها الهيئة التي تقود عملية التحول التي تشهده دبي في قطاعي الطاقة والمياه، إضافة إلى جهود الهيئة في الاستفادة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة بما في ذلك إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، والأقمار الاصطناعية النانوية، وتحليلات البيانات، لتحسين الكفاءة والصيانة التنبؤية وخدمات المتعاملين.
تنفيذاً لرؤية وتوجيهات سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بتعزيز تحويل إمارة دبي إلى اقتصاد محايد الكربون بحلول عام 2050، وانسجاماً مع التزام إمارة دبي الراسخ بالاستدامة وتعزيزاً لدورها الاستباقي في صياغة المستقبل ودعمها الحثيث لقضايا الطاقة وتغير المناخ، أجرى مجلس دبي لمستقبل الطاقة دراسة معمقة حول كيفية تحقيق إمارة دبي للحياد الكربوني بحلول عام 2050 عبر استراتيجية واضحة وخارطة طريق تشمل تنفيذ الاستراتيجية واستخدام أحدث التقنيات في هذا المجال لتتضمن الاستثمار المطلوب والممكنات الأخرى، إضافةً إلى نمذجة التأثير الاجتماعي والاقتصادي والفرص. وبفضل استراتيجية وخارطة طريق مفصلة وراسخة تغطي قطاعات الطاقة والمياه، والنقل، والصناعة، والمباني، والنفايات، على مدى الثلاثين عاماً المقبلة، نسعى لتوسيع تبني حلول وتقنيات الطاقة المتجددة والنظيفة وتوفير الفرص الاستثمارية في مجال الاقتصاد الأخضر، ولدينا مشاريع ومبادرات كبرى في تنويع مصادر إنتاج الطاقة النظيفة تشمل الطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة، والطاقة المائية المخزنة، ومشروع تجريبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة المتجددة.
يتجلى التزام دوائر ومؤسسات دبي، وفي مقدمتها هيئة كهرباء ومياه دبي، بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، في مشاريع كبرى مثل مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، حيث تسير الإمارة بخطى حثيثة لتحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي لتوفير 100% من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول العام 2050. ومن المتوقع أن تصل نسبة القدرة الإنتاجية للطاقة النظيفة في دبي إلى 27% بحلول عام 2030، لتتخطى الهدف المحدد بالوصول إلى نسبة 25% بحلول 2030. ومن بين المشاريع الطموحة التي تؤكد التزامنا باستخدام التقنيات النظيفة للحد من التأثير البيئي، مشروع تحلية المياه في مجمع حصيان الذي سيكون أكبر محطة على مستوى العالم لتحلية المياه باستخدام تقنية التناضح العكسي وبالاعتماد على الطاقة الشمسية. ووفقاً لاستراتيجية الهيئة فإن 100% من إنتاج دبي من المياه المحلاة عام 2030، سيأتي من مزيج من الطاقة النظيفة، الأمر الذي سيجعل دبي تتجاوز الهدف المحدد عالمياً فيما يتعلق باستخدام الطاقة النظيفة في تحلية المياه. كما أن زيادة الكفاءة التشغيلية لفصل عملية تحلية المياه عن إنتاج الكهرباء ستوفر ما يقارب 13 مليار درهم حتى 2030 مع تخفيض 44 مليون طن من انبعاثات الكربون.
في إمارة دبي، أوقفنا منذ عدة أعوام إطلاق أي مشاريع جديدة لإنتاج الطاقة من الوقود الأحفوري. كما قمنا بحصر المشاريع الجديدة لتحلية المياه على تقنية التناضح العكسي باستخدام الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى رفع كفاءة استهلاك الوقود في وحدات الإنتاج الرئيسية إلى نحو 90% ضمن أفضل المستويات العالمية. ويؤكد مشروع مجمع حصيان لتحلية مياه البحر بتقنية التناضح العكسي، الأكبر من نوعه في العالم لتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية، التزامنا بالاستدامة حيث تستهلك محطات التناضح العكسي كمية أقل من الطاقة مقارنة بتقنيات تحلية المياه الأخرى، ما يعني كلفة تشغيلية أقل والحد من الانبعاثات والتأثيرات البيئية. وقد أسهم التحول الاستراتيجي نحو نموذج المُنتِج المستقل للمياه والطاقة (IWPP)، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، في استقطاب استثمارات تزيد قيمتها على 43 مليار درهم. كما وقّعت هيئة كهرباء ومياه دبي مع بلدية دبي اتفاقية مشروع توليد الطاقة الكهربائية من الغازات الحيوية المستخلصة من مكب النفايات في منطقة المحيصنة 5، بما يعزز ممارسات الاستدامة الريادية لدبي ويسرّع تحقيق مستهدفات المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي لدولة الإمارات بحلول عام 2050. وتؤكد مبادرات الهيئة المتنوعة بما في ذلك مركز الابتكار ومركز البحوث والتطوير في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية التزام الهيئة بالابتكار واعتماد تقنيات الثورة الصناعية الرابعة. كما يعكس التركيز على تطوير تقنيات الطاقة الشمسية وتحسين كفاءة محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية، ومعالجة تَقَطُّع إنتاج الطاقة الشمسية من خلال حلول التخزين المختلفة، جهودنا في التغلب على التحديات في قطاع الطاقة المتجددة.
ونحن في مستهل عام جديد، فإننا ننطلق بتفاؤل وإيجابية، نعاهد قيادتنا الرشيدة على مواصلة العمل على تنفيذ مشاريع ريادية لتنويع مصادر الطاقة وتحقيق نتائج تنافسية على المستوى العالمي، وتعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للاستدامة والاقتصاد الأخضر، بما يدعم جهود دولة الإمارات في دفع أجندة الاستدامة العالمية، وتحفيز التنمية الاقتصادية والبشرية المستدامة لضمان مستقبل أكثر إشراقاً واستدامة لنا ولأجيالنا القادمة.