15 نوفمبر 2024
استخدم الأزرار لتغيير نمط الرؤية
قم بالاستماع إلى محتوى الصفحة بالضغط على مشغل الصوت
اكتشف المزيد عن خيارات التصفح وإمكانية الوصول
افتتح معالي سعيد محمد الطاير، رئيس المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، جناح المنظمة في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP29) في باكو، جمهورية أذربيجان. وخلال الافتتاح، أكد معاليه التزام المنظمة بتعزيز أهداف التنمية المستدامة ودعم طموحات المناخ العالمية.
كما سلط معالي سعيد الطاير، الضوء على التحول الأخضر كمحرك رئيسي للعمل المناخي وذلك خلال الجلسة الوزارية رفيعة المستوى التي عقدت في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين. وأكد معاليه في كلمته الافتتاحية، التي حضرها عدد كبير من الوزراء من مختلف الدول أبرزهم معالي توفيق الشرجبي، وزير المياه والبيئة في جمهورية اليمن الشقيقة، ومعالي كارولينا نوفاك، وزير دولة للطاقة في جمهورية مولدوفا الصديقة، ومعالي جوستاف أيتارو، وزير دولة في جمهورية بالاو الصديقة، وسعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري، رئيس هيئة البيئة في سلطنة عمان الشقيقة، وسعادة ديان بلاك لاين، مدير دائرة البيئة في أنتيجوا وباربودا، على الأهمية المحورية للتحول الأخضر في دفع مسيرة العمل المناخي الفعال، مجدداً التزام المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر بتعزيز التعاون العالمي من أجل مستقبل مستدام.
ضم الوفد المرافق لمعالي سعيد محمد الطاير، سعادة أحمد بطي المحيربي، أمين عام المجلس الأعلى للطاقة في دبي؛ والمهندس وليد بن سلمان، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع تطوير الأعمال والتميز في هيئة كهرباء ومياه دبي؛ والدكتور يوسف الأكرف، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع دعم الأعمال والموارد البشرية في هيئة كهرباء ومياه دبي؛ والمهندس مروان بن حيدر، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع الابتكار والمستقبل في هيئة كهرباء ومياه دبي؛ وعبدالرحيم سلطان، المدير العام للمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر؛ ومحمد عبد الكريم الشامسي، المدير التنفيذي بالوكالة لمؤسسة سقيا الإمارات.
وقال معالي سعيد محمد الطاير: "يسرني أن أكون معكم اليوم لمناقشة الدور المحوري للتحول الأخضر في دفع مسيرة العمل المناخي الفعال. وفي المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر ندعم الخطوات التحولية التي تم اتخاذها في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين الذي استضافته دولة الإمارات العربية المتحدة عبر اتفاق الإمارات التاريخي، حيث نجحت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات في تحقيق تعاون دولي غير مسبوق وإجراء مفاوضات ناجحة حول الركائز الرئيسية لاتفاق باريس، وقدمت المخرجات خطةً متوازنةً للحد من الانبعاثات، وسد الفجوة في مجال التكيّف، وإعادة تصور التمويل العالمي، والوفاء بالالتزامات المتعلقة بالخسائر والأضرار."
وأكد معالي الطاير على أهمية اتفاق الإمارات كنقطة تحول في الدبلوماسية المناخية، مشدداً على أهدافه الطموحة، وأضاف: "تضمن اتفاق الإمارات إشارة غير مسبوقة للتحول في اتجاه التخلي عن الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، عبر تسريع العمل في هذا العقد الزمني الهام، من أجل تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050. كما شجع اتفاق الإمارات الدول الأطراف على تسريع تحقيق 'أهداف طموحة لخفض الانبعاثات في جميع قطاعات الاقتصاد' في الجولة المقبلة من المساهمات المحددة وطنياً، إضافةً إلى تحديد هدف جديد يتمثل في مضاعفة الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة كفاءة الطاقة بحلول عام 2030."
وأوضح معالي الطاير توافق التحول الأخضر مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 قائلاً: "يمثل هذا التحول نقلةً نوعية تجاه الأنشطة الاقتصادية المستدامة، وتبني مصادر الطاقة المتجددة على نطاق واسع، واعتماد التقنيات منخفضة الانبعاثات. ولا تقتصر أهمية هذه التغييرات على دورها المحوري في مكافحة تغير المناخ، وإنما تتيح فرصًا غير مسبوقة للابتكار، واستحداث فرص عمل جديدة، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام، لا سيما بالنسبة لدول الجنوب العالمي التي تتأثر بشكلٍ غير متكافئ بالآثار المناخية. كما يتوافق هذا التحول الأخضر مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 في العديد من الأهداف. ومنذ تأسيسها عام 2016، تلتزم المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر بدعم المساعي العالمية نحو التنمية المستدامة، حيث نؤمن إيماناً راسخاً بأن التحول نحو الاقتصاد الأخضر هو السبيل لتحقيق هذا الهدف. وتمهد جهود المنظمة في إنشاء منصة للتعاون العالمي بين الدول والمجتمعات طريق الاستدامة. وتعمل هذه المنصة كمحفز لتبادل المعارف والخبرات والحلول المبتكرة التي تتجاوز الحدود الجغرافية."
وأعلن معالي الطاير عن التقدم المحرز في التحالف العالمي للاقتصاد الأخضر، وهي مبادرة أطلقتها حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر في عام 2022. وقال: "يسرني الإعلان عن انضمام 89 دولةً حتى اليوم إلى التحالف العالمي للاقتصاد الأخضر، وتُعد كل من سلطنة عُمان ودولة سانت فنسنت وغرينادين وجمهورية مولدوفا أحدث المنضمين إلى هذا التحالف. وتعكس هذه الجهود الكبيرة الالتزام العالمي بالتحول نحو الاقتصاد الأخضر. ولتعزيز التزامنا، يسعدنا أن تكون المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر 'شريك المعرفة' لكل من أسبوع عُمان للمناخ 2025 الذي تستضيفه سلطنة عُمان، والمؤتمر العالمي للمياه والطاقة وتغير المناخ 2025 الذي تستضيفه مملكة البحرين، والمقرر انعقادهما في فبراير 2025. وستشكل هاتان الفعاليتان منصتين رئيسيتين لدفع مسيرة العمل المناخي وتعزيز التنمية المستدامة على المستوى العالمي. وسيتم عقد جلسات مخصصة في جناح المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر خلال مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين لتشجيع المشاركة وتقديم رؤى تفصيلية حول هذه المبادرات.
وأكد معالي الطاير ضرورة اتباع نهج شامل يجمع بين السياسات والتمويل والتكنولوجيا لدفع عجلة التحول الأخضر، وقال: "يعمل التحالف العالمي للاقتصاد الأخضر كجسرٍ يربط بين الدول المتقدمة والدول النامية، والقطاعين العام والخاص، والمنظمات الدولية، ومختلف الأطراف المعنية. ويساهم تكامل التمويل والتكنولوجيا وبناء القدرات على إرساء الأسس اللازمة لمستقبلٍ مستدام. ومن خلال التحالف، نعمل على تسخير الإمكانات المالية لدفع عجلة التحول الأخضر، وتمكين التكنولوجيا لتحفيز الابتكار، وتعزيز قدرات الدول على التقدم. وأنتهز هذه الفرصة لدعوة الجميع للانضمام إلى التحالف العالمي للاقتصاد الأخضر الذي يسهم بشكل كبير في إثراء التجارب، وتوحيد الرؤى، وتعزيز الالتزامات والإنجازات المشتركة، ما يدفعنا نحو مستقبل مستدام."
وأضاف معالي الطاير: "تعد جلسة اليوم فرصةً مهمة لمناقشة أطر العمل اللازمة لتسريع عملية التحول الأخضر، حيث سنبحث السُبُل التي من شأنها تمكين الحكومات من تصميم وتنفيذ السياسات التي تُحفز استثمارات الطاقة المتجددة، وتحدد آليات تسعير الكربون وتسهم في دمج الاستدامة في مختلف جوانب الاقتصاد. كما سندرس الآليات التي تُمَكِّن التعاون الدولي من مواءمة سياسات التمويل والاستثمار الأخضر لدفع العمل المناخي العالمي."
وفي ختام كلمته، دعا معالي الطاير الحضور للمشاركة في الإحساس بالمسؤولية والضرورة المُلِحَة قائلاً: "التحول الأخضر لا يقتصر على التصدي للأزمة المناخية فحسب، بل يتعلق بإعادة صياغة اقتصاداتنا، وخلق فرص جديدة للنمو المستدام، وضمان مستقبل أكثر عدلًا وإنصافًا ومرونة للجميع. ومن خلال السياسات الاستراتيجية والتعاون الدولي والشراكات، يمكننا دفع عجلة التحول الأخضر، والوصول إلى عالم أكثر ازدهارًا واستدامة."