هيئة كهرباء ومياه دبي تعزز جاهزيتها التشغيلية عبر بنية تحتية ذكية وخطط استباقية

12 أغسطس 2025

هيئة كهرباء ومياه دبي تعزز جاهزيتها التشغيلية عبر بنية تحتية ذكية وخطط استباقية

هيئة كهرباء ومياه دبي تعزز جاهزيتها التشغيلية عبر بنية تحتية ذكية وخطط استباقية
تم إنشاء هذا البودكاست باستخدام الذكاء الاصطناعي. قد يختلف بعض المحتوى قليلاً عن النص الأصلي.

شهدت العديد من المناطق حول العالم، بما في ذلك دول أوروبا وأمريكا، تحديات كبيرة في تأمين استقرار شبكات الطاقة والمياه، خاصة مع تزايد الضغوط الناجمة عن تغير المناخ والتحول الرقمي وارتفاع الطلب. وهذا العام 2025، عانت عدة دول أوروبية من انقطاعات كهرباء متكررة بسبب تقلبات الطقس وعدم كفاءة البنية التحتية القديمة وغيرها من الأسباب. هذه الفجوة تعكس أهمية البنية التحتية الذكية والاستثمارات الاستباقية، وهو ما تجسده هيئة كهرباء ومياه دبي عبر بنيتها التحتية الرائدة عالمياً.

وتعتبر الهيئة الجهة الحكومية المسؤولة عن إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء وتحلية المياه في إمارة دبي. وتعمل الهيئة وفق أعلى معايير الاعتمادية والاستدامة والكفاءة، وتطوير أفضل الحلول الذكية والمبتكرة بهدف تحقيق مستقبل الحياد الكربوني. وخلال الأعوام الأخيرة نما عدد مشتركي الهيئة بشكل ملحوظ، حيث بلغ عدد حسابات المتعاملين 1,292,487 حسابًا بنهاية الربع الثاني 2025 بزيادة 4.81% عن نفس الفترة من العام الماضي. هذه الأرقام تؤكد حجم الطلب المتزايد على الطاقة والمياه في دبي، وتضع الهيئة أمام التزام بتوفير خدمات الكهرباء والمياه وفق أعلى معايير التوافرية والاعتمادية والجودة، وتعزيز الجاهزية والاستعداد لمختلف الظروف الطارئة.

وتنفذ الهيئة مشاريع استراتيجية لتعزيز كفاءة واعتمادية شبكات الكهرباء والمياه، تشمل التوسع المستمر في شبكات النقل والتوزيع، ورفع القدرة الإنتاجية، وتوسيع الاعتماد على أنظمة التخزين والطاقة النظيفة لدعم استقرار الشبكة. وتبلغ القدرة الإنتاجية للهيئة نحو 17,979 ميجاوات من الكهرباء، وأكثر من 495 مليون جالون يومياً من المياه المحلاة، ما يعكس كفاءة بنيتها التحتية المتطورة المطوّرة وفق أعلى المعايير العالمية.

وطورت الهيئة استراتيجية "الشبكة الذكية" التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لمراقبة الشبكات وتحليل 15 مليون وحدة بيانات يومياً، مما يُمكّن من الكشف الفوري عن الأعطال وإصلاحها عن بُعد قبل تفاقمها. هذه الأنظمة أسهمت في تسجَّيل الهيئة أدنى مدة انقطاع للكهرباء على مستوى العالم في عام 2024 بمتوسط 0.94 دقيقة فقط لكل مشترك سنوياً، وهي أقل نسبة مسجلة على مستوى العالم. كما حققت الهيئة خلال السنوات العشر الأخيرة نتائج تنافسية تفوَّقت على نخبة الشركات الأوروبية والأمريكية، كما بلغت نسبة الفاقد في شبكة المياه 4.5% وهي من بين الأقل عالمياً.

وبلغت نسبة الفاقد في شبكات نقل وتوزيع الكهرباء في دبي 2.0% مقارنة مع 6-7% في أوروبا والولايات المتحدة. وأصبحت الهيئة نموذجاً يحتذى على مستوى العالم في كفاءة واعتمادية الطاقة ومواكبة الزيادة في الطلب. وتواصل الهيئة تعزيز قدراتها التشغيلية وتطوير بنيتها التحتية الذكية من خلال خطط مدروسة واستثمارات استراتيجية تواكب النمو المتسارع في الطلب على خدماتها، وتدعم استدامة البنية التحتية الحيوية في الإمارة، انسجاماً مع رؤية دبي للتنمية المستدامة واستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050.

وقال معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: "نعمل وفق رؤية قيادتنا الرشيدة لتوفير خدمات كهرباء ومياه مستدامة وموثوقة، مع تعزيز الجاهزية والمرونة. ونطبق أفضل الممارسات العالمية في إدارة المخاطر واستمرارية الأعمال، مدعومين ببنية تحتية رقمية متقدمة وأنظمة ذكية تسهم في رصد المؤشرات الاستباقية والاستجابة الفورية للحالات الطارئة."

وأضاف معاليه: "نواصل تعزيز التعاون مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة لضمان تنسيق الجهود والارتقاء بجاهزية الإمارة للتعامل مع مختلف السيناريوهات التشغيلية والبيئية. ويؤكد هذا النهج المتكامل التزام الهيئة في بناء بنية تحتية متقدمة ومرنة تدعم استدامة التنمية في إمارة دبي، وتوفر أعلى مستويات الراحة والسلامة لسكانها وزوارها، بما يتماشى مع خطط واستراتيجيات الدولة لتحقيق الريادة في مؤشرات التنافسية العالمية".

نظام الإشراف والتحكم وجمع البيانات للمياه (سكادا)

في إطار جهودها لتحقيق التحول الذكي واستخدام أحدث التقنيات في مجال التكنولوجيا التشغيلية، بدأت الهيئة عام 2014 بتشغيل المرحلة الأولى من نظام الإشراف والتحكم وجمع البيانات للمياه (سكادا) في مبنى الهيئة المستدام في القوز ، حيث تراقب الهيئة شبكة نقل المياه وتتحكم بها عن بعد على مدار الساعة من خلال نظام "سكادا" المرتبط بأكثر من 8500 جهاز ذكي تم تركيبها على محطات الضخ والخزانات وشبكة أنابيب نقل المياه التي تمتد لنحو 16 كيلومتراً. وتقوم الهيئة حالياً بتنفيذ المرحلة الثانية من النظام ليشمل شبكة أنابيب توزيع المياه إضافة إلى مواصلة توسيع شبكة خطوط النقل بشكل مستمر.

نظام إدارة توزيع المياه الذكي

يعمل "نظام إدارة توزيع المياه الذكي" على تعزيز مراقبة وإدارة شبكة توزيع المياه التابعة لها، وتحسين أتمتة وكفاءة العمليات واعتمادية إمدادات المياه، وترسيخ تميز الهيئة على مستوى العالم في نسبة الفاقد في شبكات المياه. ويعتمد "نظام إدارة توزيع المياه الذكي" على نظام مركزي للمراقبة والتحكم عن بعد على مدار الساعة، ومعدات وأنظمة ذكية مبتكرة، ووحدات تحكم طرفية يتم تركيبها على نقاط اتصال أنابيب النقل مع التوزيع، ومن ثم ربطها مع أنظمة الإشراف والتحكم عن بعد للمياه (سكادا) ونظام إدارة هيدروليكي متطور، مما يحسّن دقة تحديد مواقع الأعطال وعزلها، علاوة على خفض النفقات.

إجراءات استباقية للتعامل مع الطوارئ

وتعمل هيئة كهرباء ومياه دبي على تعزيز مرونة شبكات الكهرباء وموثوقيتها في التعامل مع الحالات الطارئة من خلال بنية تحتية ذكية مدعومة بأحدث تقنيات الثورة الصناعية الرابعة. وتشمل هذه الجهود توسيع نطاق استخدام أنظمة الشبكات الذكية التي تعتمد على منظومة متكاملة من أجهزة الاستشعار المتقدمة، والتحكم الآلي، والذكاء الاصطناعي، والتي تُمكّن من مراقبة أداء الشبكة بشكل لحظي والكشف عن أي اختلالات في غضون أجزاء من الثانية. وخطوط نقل الكهرباء التابعة للهيئة مدعومة بشبكة من المحطات الفرعية الذكية التي تُدار عن بُعد عبر أنظمة "سكادا" المتطورة، مما يضمن استقرار التغذية الكهربائية حتى في الظروف الاستثنائية.

كما تعتمد الهيئة استراتيجيات استباقية لتعزيز القدرة على مواجهة الأعطال المفاجئة، من خلال تصميم شبكات توفر مسارات بديلة للتغذية الكهربائية في حال حدوث أعطال في أي جزء من الشبكة، ما يقلل من وقت التعطل إلى أدنى حد. بالإضافة إلى ذلك، تستخدم الهيئة الأقمار الاصطناعية النانوية وتقنيات الطائرات المسيرة (الدرونز) والروبوتات الذكية لفحص الخطوط الهوائية والأرضية بشكل دوري، والتنبؤ بالمشكلات المحتملة قبل تفاقمها.

وفي إطار التوجه نحو زيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة، تسهم مشاريع "مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية" ومحطة توليد الكهرباء بتقنية الضخ والتخزين بقدرة 250 ميجاوات في حتا، في تعزيز مرونة الشبكة، حيث تُعدّ مصدراً مستداماً يعزز استقرار الإمداد. كما تدعم أنظمة تخزين الطاقة الحديثة القدرة على موازنة الأحمال وتوفير احتياطي طارئ يضمن استمرارية الخدمة.

الاستجابة الذكية

وتؤكد الهيئة أن خدمة "الاستجابة الذكية"، المتوفرة عبر تطبيقها الذكي والموقع الإلكتروني، تتيح للمتعاملين التشخيص الذاتي للأعطال الفنية للكهرباء والمياه، وتسهم في تقليص وقت التعامل مع البلاغات، خاصةً في الحالات التي تتطلب تدخلاً ميدانياً من الفريق الفني. وتنصح الهيئة، في حال انقطاع التيار الكهربائي داخل المنازل أو المباني، بتحديد المناطق المتأثرة وتفقد لوحة التوزيع الداخلية، حيث يمكن الاستعانة بفني مؤهل إذا كان أحد القواطع مفصولاً، أو استخدام خدمة "الاستجابة الذكية" عبر التطبيق الذكي إذا كانت جميع القواطع في وضع التشغيل واتباع الخطوات الموضحة. وبالنسبة لإمدادات المياه، توصي الهيئة بضرورة الالتزام بالمواصفات المعتمدة في خزانات المياه والتوصيلات الداخلية، وعدم التوصيل المباشر من خط المياه الرئيسي دون استخدام خزان مياه، على أن تكون السعة كافية لتغطية احتياجات الاستهلاك لمدة لا تقل عن 24 ساعة، مع أهمية إجراء صيانة دورية للخزانات للحفاظ على جودة المياه وتفادي الانسدادات. كما توفر الهيئة، ضمن "متجر ديوا" على التطبيق الذكي، قائمة بشركات صيانة معتمدة تقدم خصومات حصرية لمتعاملي الهيئة، ويمكن الاطلاع على مزيد من الإرشادات الخاصة بضمان السلامة واستمرارية إمدادات الكهرباء والمياه خلال موسم الأمطار عبر الرابط: www.dewa.gov.ae/rain.

وتؤكد الهيئة على أهمية جاهزية المجتمع للتعامل مع الطوارئ، حيث تجري الهيئة تدريبات مشتركة مع الجهات الحكومية والخاصة لمحاكاة سيناريوهات الطوارئ المعقدة، مثل الأعطال واسعة النطاق أو الظروف الجوية القاسية، لضمان جاهزية الفرق الفنية وتطوير خطط الاستجابة وفق أفضل الممارسات العالمية. هذا إلى جانب تفعيل منصات رقمية تتيح للمتعاملين الإبلاغ الفوري عن الأعطال وتلقي تحديثات الحالة في الوقت الفعلي، مما يعكس التزام الهيئة بتحقيق أعلى معايير الجودة والاستدامة.

كما توفر الهيئة قنوات اتصال متعددة لتلقي البلاغات على مدار الساعة، وتطبيقات ذكية تتيح للمتعاملين متابعة حالات الانقطاعات والإبلاغ عنها بكل سهولة، ما يسهم في تسريع الاستجابة وتقليل أثر الانقطاعات على المتعاملين.