هيئة كهرباء ومياه دبي تنظم الدورة الثالثة من "منتدى رشاقة الأعمال" بمشاركة مسؤولين وخبراء من مختلف أنحاء العالم

17 سبتمبر 2025

هيئة كهرباء ومياه دبي تنظم الدورة الثالثة من "منتدى رشاقة الأعمال" بمشاركة مسؤولين وخبراء من مختلف أنحاء العالم

تحت شعار "صياغة دبي للمستقبل"

هيئة كهرباء ومياه دبي تنظم الدورة الثالثة من "منتدى رشاقة الأعمال" بمشاركة مسؤولين وخبراء من مختلف أنحاء العالم
تم إنشاء هذا البودكاست باستخدام الذكاء الاصطناعي. قد يختلف بعض المحتوى قليلاً عن النص الأصلي.

افتتح معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، منتدى "رشاقة الأعمال"، الذي تنظمه الهيئة للعام الثالث على التوالي الذي عُقد في فندق "وان آند أونلي وان زعبيل" في دبي ، بمشاركة معالي حصة بنت عيسى بوحميد، مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي، وسعادة عبد الله علي بن زايد الفلاسي، مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، وسعادة سعيد محمد حارب، الأمين العام لمجلس دبي الرياضي،  والدكتور هزاع خلفان النعيمي، مساعد الأمين العام لقطاع التميز والخدمات الحكومية بالأمانة العامة للمجلس التنفيذي، وسامان داركان، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتجات والتقنية في شركة "كيتوبي"؛ والمهندس محمد الشامسي، مؤسس شركة "روبو هايتك"، وإيفان ليبورن، الشريك المؤسس لمعهد رشاقة الأعمال، والمهندس عبد العزيز النعيمي، رئيس الأمن السيبراني في "هواوي الإمارات"، وروني سركيس، المدير الأول للحسابات في (لينكد إن)، وعدد كبير من المسؤولين والشخصيات القيادية في القطاعين الحكومي والخاص، إضافة إلى نخبة من خبراء ومختصين في مجالات الابتكار المؤسسي والرشاقة المؤسسية، وبحضور نحو 400 موظف من جميع قطاعات الهيئة. ويأتي تنظيم المنتدى، ضمن فعاليات "أسبوع الرشاقة المؤسسية" في الهيئة.

في كلمته الافتتاحية خلال المنتدى، أشار معالي سعيد الطاير إلى أن المنتدى يأتي في إطار التزام الهيئة بترسيخ ثقافة الرشاقة المؤسسية، انسجاماً مع رؤية القيادة الرشيدة التي تؤمن بأن التطوير المستمر هو السبيل لبناء حكومة المستقبل وتعزيز الريادة العالمية لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وأضاف معالي الطاير: "تُعد الرشاقة المؤسسية والحوكمة الرشيدة ركيزتين أساسيتين لتعزيز القدرة على الاستجابة للتغيرات المتسارعة وتحويل التحديات إلى فرص، إلى جانب رفع الكفاءة التشغيلية وزيادة الإنتاجية والتنافسية وتعزيز مستويات سعادة الموظفين والمتعاملين. إن التنبؤ باحتياجات وتوقعات المعنيين قبل أن يطلبوها هو جوهر الريادة المؤسسية، ويجسد قدرتنا على توفير حلول مبتكرة وشاملة تلامس تطلعاتهم وتحقق التميز المستدام. وقد أظهر تقرير شركة "هاي سبرنغ" لعام 2025 أن المؤسسات ذات مستويات الرشاقة العالية تحقق ضعف غيرها في زيادة الإيرادات، وأربع مرات أكثر قدرة على مواءمة المواهب مع التكنولوجيا والتنفيذ بفعالية. كما حققت 97% من هذه المؤسسات نمواً إيجابياً في الربع الأول من عام 2025، مقارنةً بـ 46% فقط لدى المؤسسات الأقل رشاقة. وهذه ليست أرقاماً مجردة، بل حقائق تؤكد أن من يتبنى الرشاقة يضمن الاستدامة والتميز."

وأشار معاليه إلى أن هيئة كهرباء ومياه دبي تعتمد نموذجاً مرناً يرتكز على استراتيجيات واضحة ورؤية استشرافية متكاملة لمواكبة التغيرات العالمية المتسارعة، موضحاً أن الهيئة جسّدت الرشاقة الاستراتيجية عبر الانتقال منذ عام 2011 من محطات التوليد التقليدية إلى محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية النظيفة من خلال مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي يعد أكبر مجمع في موقع واحد على مستوى العالم، وبدأت الهيئة من خلال المرحلة الرابعة من المجمع باعتماد تخزين الطاقة من خلال الطاقة الشمسية المركزة (CSP). ومنذ عام 2014، باتت هيئة كهرباء ومياه دبي رائدة في إدارة المشاريع وفق نموذج المنتج المستقل للطاقة (IPP)، بعد أن اعتمدت سابقاً نموذج الهندسة والمشتريات والبناء (EPC) لمشاريع إنتاج الطاقة. وعلى صعيد نموذج الأعمال (Business Model) تحولت الهيئة في وقت قياسي (خلال 6  أشهر) من مؤسسة حكومية إلى مؤسسة مدرجة في سوق دبي المالي في شهر إبريل 2022، حيث بلغت قيمة الطلب الإجمالي على أسهم الهيئة 85 مليار دولار أمريكي وفاقت طلبات الاكتتاب الأسهم المعروضة بواقع 37 مرة. وقد نجحت الهيئة بامتياز في تخطي الأزمة المالية العالمية في عام 2008، وأزمة كورونا من دون أية تأثيرات على مستوى الخدمات المقدمة للمتعاملين في دبي.

وأوضح معالي الطاير أن الهيئة تعمل بنظام مرن جداً من خلال فرق العمل لإدارة المشاريع بطريقة رشيقة (Agile Project Management)، حيث تم تدريب مديري مشاريع مؤهلين على تطبيق الرشاقة والمرونة لإدارة المشاريع الكبرى مثل الشبكة الذكية، الذكاء الاصطناعي، ومجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، كما تعاملت الهيئة برشاقة لتجاوز أزمة الأمطار خلال منخفض الهدير الجوي عام 2024.

وقد تُوّجت هذه الجهود في عام 2024 بحصول الهيئة على المركز الأول عالمياً في الرشاقة بين المؤسسات الخدماتية المتخصصة في الطاقة، وفق تقييم معهد رشاقة الأعمال، إلى جانب فوزها بجائزة كونسورتيوم "consortium" رشاقة الأعمال عن فئة "رشاقة الأعمال الشاملة"، كأول مؤسسة خدماتية على مستوى العالم تنال هذا التقدير المرموق، وتصنيفها كأفضل جهة حكومية في دبي في هذا المجال.

علاوةً على ذلك، تم إجراء مقارنات معيارية للهيئة مع 1,800 شركة حول العالم، أكدت ريادتها العالمية في مجال مرونة الأعمال.

وتابع معاليه: "تأتي هذه النجاحات في وقت يشهد فيه العالم تحولاً نحو اقتصاد ذكي وسلاسل إمداد مؤتمتة وسريعة الاستجابة؛ والمرونة المؤسسية لم تعد خياراً، بل أصبحت معياراً أساسياً للبقاء والنجاح. والمؤسسات القادرة على مواجهة الأزمات هي الأكثر مرونة وقدرة على الابتكار والتكيّف. وفي هيئة كهرباء ومياه دبي، ننظر إلى التغيير كفرصة للنمو، ونؤمن بأن الرشاقة ليست مجرد أطر تنظيمية أو هياكل إدارية، بل ثقافة مؤسسية شاملة تُبنى من خلال بيئة محفزة على التفكير المرن واتخاذ القرار السريع."

واختتم معالي الطاير بالقول: "يتميز نهجنا في الرشاقة المؤسسية بالتركيز على التحول الرقمي المعزز بتقنيات الثورة الصناعية الرابعة خصوصاً الذكاء الاصطناعي، بما يسهم في تمكين الموظفين، وترسيخ ثقافة الابتكار، وتعزيز مكانة الهيئة كمؤسسة خدماتية ذكية ومستدامة تواكب طموحات دبي، حيث ساعدنا الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، وتحليلات البيانات الضخمة، في اتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة، تلبي طموحات دبي، وتدعم مسيرتها نحو الريادة العالمية."

أفضل الممارسات في رشاقة الأعمال

تضمن المنتدى جلسة نقاشية بعنوان "الرشاقة المؤسسية: تكامل أدوار في خدمة حكومة دبي" شاركت فيها معالي حصة بنت عيسى بوحميد، مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي، وسعادة عبدالله علي بن زايد الفلاسي، مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، وسعادة سعيد محمد حارب، الأمين العام لمجلس دبي الرياضي، وأدار الجلسة الدكتور علي محمد المويجعي الشامسي، نائب الرئيس للحوكمة والمطابقة والرشاقة المؤسسية في هيئة كهرباء ومياه دبي.

وتطرقت معالي حصة بوحميد إلى الرشاقة المؤسسية بوصفها أساس الكفاءة في خدمة المتعاملين، مؤكدة أن جوهر الرشاقة الحكومية هو تصميم خدمات مرنة تستجيب لاحتياجات الأفراد والمجتمع المتغيرة. وأشارت معاليها إلى تطوير المرصد الاجتماعي في هيئة تنمية المجتمع بدبي كأداة استراتيجية لاتخاذ القرارات بسرعة وكفاءة عبر نظام يوفر معلومات دقيقة وفورية، بما يعزز الجاهزية المؤسسية عبر بيئة عمل رشيقة مدعومة بالذكاء الاصطناعي.

وأكد سعادة عبدالله الفلاسي أن الرشاقة المؤسسية تبدأ بالإنسان؛ فهي تقوم على تمكين الموظفين ومنحهم المرونة للتعلم والتطور ومواجهة التحديات الجديدة بثقة. وتحدث سعادته عن دور الرشاقة المؤسسية في تمكين العمل عن بُعد وتحقيق دبي الريادة في هذا المجال، مشدداً على أهمية تسخير الذكاء الاصطناعي ضمن بنية تحتية رشيقة تعزز الجاهزية للمستقبل.

وتحدث سعادة سعيد حارب عن فاعلية الرشاقة المؤسسية موضحاً أن الرياضة تعلمنا أن الرشاقة ليست خياراً، بل ضرورة لتحقيق الانتصارات وهذا المبدأ ينطبق على الأعمال أيضاً حيث لا يمكن بلوغ النجاح دون مرونة وسرعة استجابة.

كما تضمن برنامج المنتدى عرضاً تقديمياً للدكتور هزاع خلفان النعيمي بعنوان "الرشاقة في منظومة التميز الحكومي بدبي"، تطرق خلاله إلى مفهوم الرشاقة المؤسسية وأهميتها للمؤسسات في مواجهة التغيرات المتسارعة، وأكد أنه "لا يمكن وجود مؤسسة رشيقة دون أن يكون لديها بيئة عمل تمتاز بالتعاون والتعاضد وتقبل التغيير." وتطرّق النعيمي إلى الدور الحيوي الذي قام به "برنامج دبي للتميّز الحكومي" منذ انطلاقته عام 1997 في تطوير قدرات ونتائج الجهات الحكومية في مختلف مجالات العمل الحكومي بما يشمل الرشاقة المؤسسية، التي عدّد أبرز العناصر التي تميّز منظومتها المتكاملة في دبي؛ وهي الجاهزية للابتكار، سرعة اتخاذ القرار، إدارة المخاطر، تكامل الموارد البشرية والتكنولوجية والمادية، الرصد المستمر، تحليل البيانات، تميّز إدارة التحولات، التعلّم من التجارب والدروس المستفادة، وتبني الحلول المستقبلية، مشدداً على الارتباط الوثيق بين نجاح المؤسسة الرشيقة وتوفر بيئة عمل تمتاز بالتعاون والجاهزية لمواكبة التغيرات وتصميم فرص المستقبل.

وأشار المهندس وليد بن سلمان، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع تطوير الأعمال والتميز في هيئة كهرباء ومياه دبي، أن تنظيم أسبوع الرشاقة المؤسسية، للعام الثالث على التوالي، يأتي ضمن جهود الهيئة لتكريس ممارسات مرنة وموجهة بالنتائج في بيئة العمل، حيث أطلقت الهيئة خلال المنتدى برنامجاً تدريبياً نوعياً بالتعاون مع "الاتحاد الدولي للمدربين المحترفين" (ICF)، يشمل 11 فريقاً من 11 إدارة مختلفة في الهيئة، ويمتد على مدى 8 أشهر، ويهدف إلى تأهيل قادة الرشاقة المؤسسية، وتعزيز قدراتهم في التوجيه والتمكين المؤسسي، بما يسهم في رفع كفاءة الأداء وتعزيز الابتكار في بيئة العمل.

وأكد الدكتور علي محمد المويجعي أن منتدى رشاقة الأعمال يعد منصة فكرية تعكس رؤية دبي في الاستعداد للمستقبل، مشيراً إلى أن الرشاقة المؤسسية مسؤولية مشتركة يجب أن يطبقها كل موظف وقائد في عمله وفريقه ومؤسسته لبناء منظومة حكومية أكثر ابتكاراً ومرونة.

وقدّم سامان داركان عرضاً تقديمياً تناول فيه رحلته في تأسيس شركة "كيتوبي" والدروس المستفادة منها، مسلطاً الضوء على تطور الشركة من مطبخ سحابي واحد في عام 2018 إلى منظومة متكاملة للأغذية والمشروبات تضم أكثر من 200 موقع و80 علامة تجارية في دول الخليج، مدعومة بأحدث الأنظمة الذكية والابتكارات الرقمية.

وتحدث المهندس محمد الشامسي عن رؤيته حول الدور المحوري للروبوتات والأتمتة في إعادة تشكيل بيئة الأعمال، مسلطاً الضوء على دور التقنيات الذكية في زيادة المرونة وتعزيز الكفاءة وتسريع وتيرة التكيف للتغيرات.

وفي عرضه التقديمي، تناول إيفان ليبورن أمثلة لشركات عالمية رائدة تمكنت من تعزيز المرونة التنظيمية، مشدداً على أن رشاقة الأعمال تقوم على قدرات وسلوكيات وأساليب عمل تمنح المؤسسات الحرية والمرونة والقدرة على التكيّف مع المستقبل، موضحًا الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي كأداة لتعزيز القدرات البشرية وليس استبدالها.

وناقش المهندس عبد العزيز النعيمي أهمية الدمج بين الرشاقة والأمن السيبراني، مسلطاً الضوء على كيفية تطوير استراتيجيات مرنة لإدارة المخاطر تواكب سرعة الابتكار والتحول الرقمي.

واختُتم المنتدى بعرض تقديمي أكد فيه روني سركيس أن الرشاقة لم تعد خياراً، بل ضرورة، فالشركات والحكومات التي تتكيف بسرعة مع التغيرات وتوقعات الجمهور، هي التي لا تكتفي بمواكبة التطورات، بل تسهم في صناعة المستقبل.